روائع مختارة | روضة الدعاة | السيرة النبوية | من ألحان.. الهجرة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > السيرة النبوية > من ألحان.. الهجرة


  من ألحان.. الهجرة
     عدد مرات المشاهدة: 3625        عدد مرات الإرسال: 0

قم رتل الذكر، واختر خير قيثـار *** فتلك ذكرى رسول اللـه في الغـار

من ذا الذي يقطع البيداء ممتثـلا *** أمر السمـاء؟ ترى من ذلك الساري؟

مستعذب في السُّرَى آلام سفرتـه *** يطـوي الفيافـي شهمًا غير خـوار

وفـي معيتـه مـن غرِّ عصبتـه *** ليث هصـور، وندب خيـر مغـوار

في إثره العرب ثارت وهو في دعة *** بل في خميـس مـن الإيمـان جـرار

والعشب يضحك والكثبان راقصة *** والشوك مـن حوله أضحى كأزهـار

يخبُّ في السير في ليـلاء حالكـة *** وفـي جوانحـه هـالات أقمــار

اللـه أكبر هذا خير من وجـدوا *** في هـذه الأرض، لا تعجـب لأنوار

اللـه أكبـر فـي أنوار شرعته *** وخلفـه زمـر الأشـرار فـي نـار

نـور أبـى الله إلا أن يتممـه *** فكيـف تطـفئـه أفـواه أغـرار؟

آواهما معقـل من نسج واهنـة *** عليــه هـادرةٌ حيَّـتْ بتهـدار

عليه قد نشرت للسلم أجنحـة *** حمامـة السلم حلت خيـر أوكـار

سائل صديق رسول الله منبهـرًا *** مـاذا دعـاه لإيثـار وأخطــار؟

وكيف جاد بما أوتيه من نشـب *** ودون وَكْف يديـه وكـف أمطـار

النفس والمال للرحمـن باعهمـا *** ليشتـري جنــة مـلأى بأنهــار

يبيع دنيا، ويشري خلـد آخـرة *** فكيـف يترك هذا البائـع الشـاري؟

واذكر "عليًّا" بأحضان الردى فرحًا *** يستقبـل المـوت لم يحفـل بفجـار

فليغمدوا السيف ما شاءوا بمهجته *** ما دام ذلك ينجـي صاحـب الـدار

هذي نفوس على الأيام خالـدة *** كـم فـدّت الدعـوة الجُلَّى بأعمـار

هـذي رياحين في التاريخ عاطرة *** كأنهـا الزهــر فـي أدواح "آذار"

هذي سواعد في لأوائها اتحـدت *** فحطمـت كـل جبـار وغــدار

خميلـة الديـن أروتها بوحدتهـا *** فأشبعـت هـذه الدنيــا بأثمـار

وصـدعت دولة الأصنام فارتفعت *** "اللـه أكبـر" فـي عـز وإكبـار

* * * * * * *

آه بني يعرب فـي الأرض قاطبـة *** هـلاّ حفلتــم لأجدادي بآثـار

ماذا أصابكمـو حتـى رأيتكمـو *** على شفا جـرف في ربـوة هـار؟

ألا نكون كمـن قاموا بهجرتهـم *** حتـى نلاقــي تيـارًا بتيــار؟

ألا تآخ كمـا في "يثرب" فعلـوا *** فـلا يقـدم أولادي على جـاري؟

عزمًا كعـزم الأُلَى ضحوا بأنفسهم *** فكـان أن ملكــوا آلاف أمصـار

لا أرتجي منكمو صبرًا كصبرهمـو *** لن تأكلـوا مثلهـم أوراق أشجـار

بل بعض ما احتملوا في المحنة احتملوا *** ما أعـذب الصبر إن تؤمـن بقهـار

هوج الأعاصير إن هبت فلا تهنـوا *** لا تفرقـوا بيـن أنسـام وإعصــار

المصدر: مجلة الوعي الإسلامي, العدد 49, المحرم 1389هـ.

الكاتب: محمد الهادي إسماعيل

المصدر: موقع قصة الإٍسلام